الأربعاء، 27 يناير 2010

Whispers of the Heart - همسات القلب


همسات القلب Whispers of the Heart









ان الاسم يوحي بالكثير احيانا !!! نعم فهناك همسات و تصدر من القلب لتذهب الي هدف واحد فقط ... انه قلبك ... من الغريب حقا ان يشاهد المرء فيلما بهذه الرومانسية الرقيقة الراقية و الاغرب ان يكون هذا الفيلم من افلام الرسوم المتحركة ... التي تعيد المرء سنوات الي الخلف يتسترجع فيها ذكريات الحب الاول و طموحاته و هو صغير قد يكون المرء صغيرا وقتها ولكن اختياراته قد تحدد الكثير ...





يناقش الفيلم هذا قضية الاختيار في هذه السن و الخوف من التجربة ... اي كانت هذه التجربة ... من خلال قصة فتاة في نهاية مرحلة التعليم الاعدادي تكتشف ان كل الكتب التي تقوم باستعارتها من المكتبة قد سبق ان استعارها نفس الشخص ... قصة حب صغيرة و مشاعر وليدة وتحدي للذات في محاولة لاختيار الطريق الصحيح و تجربة قد يستتبعها الفشل او النجاح و لكن الاهم من ذلك هو القيام بالتجربة نفسها هو نجاح في حد ذاته لانه يمثل تغلب الانسان علي خوفه او تردده او الاثنان معا ...





شيزوكو تلك الفتاة الرقيقة ذات الشعر القصير البني و ولعها الشديد بالقراءة و اسرتها الصغيرة المترابطة و المكافحة في نفس الوقت ... لقد اخذتني هذه الفتاة في رحلة معها الي مشاعرها و احلامها ... الي شقتهم الصغيرة الضيقة و حياتهم البسيطة ... صعدت معها تلالا شديدة الانحدار الي متجر اثار صغير و انيق حيث يقطن البارون و اطللت معها من فوق التل علي المدينة بالاسفل ... مجتمع هاديء جميل يضج بالحياة والنشاط و الامل حتي تحت قطرات المطر سواء في جو حار و شمس محرقة او برد قارص و بخار ماء يتصاعد من الافواه ... و هبطت معها من السماء ذلك المنحدر يمليء قلبي الامل و النشاط و الاقتناع بان هناك دوما شيء يمكن فعله ليحقق فيه المرا ذاته ... و تتبعت معها في فضولها الانثوي المراهق ذلك القط الغامض الذي يتسلي بمضايقة الكلاب و سمعتها و هي تغني اغنيتها التي ترجمتها من اغنية Country Road و استمتعت فعلا بصوتها مما جعلني افضل اغنيتها علي الاغنية الاصلية ... وكم كنت اشعر بالسعادة والاستمتاع عندما كانت تغني و حمرة الخجل تكسو وجنتيها وهي تتمايل براسها ذات اليمين وذات اليسار ...












كلا لست انا من يحبها لو كنتم قد ظننتم هذا !!! انه ذلك الفتي سيجي ذلك الذي تعجب بشخصيته و ثقته في نفسه ... انه الفتي الذي يعرف ماذا يريد و يقاتل من اجل الوصول اليه ...




حقا يجعلني هذا الفيلم هو و فيلم Only Yesterday او ذكريات الامس اتمني ان اعيش وسط هذا المجتمع الياباني المترابط و يعمق بداخلي الاحترام لهذا الشعب ... هذا الفيلم بعيدا تماما عن العوالم الخيالية الساحرة التي يذهب بها ميازاكي عقولنا ... انه فيلم واقعي وان لم يكن موجه لفئة المراهقين بما يحويه من رسالة التشجيع و الثقة بالنفس و عدم الخوف من التجربة في حد ذاتها او نتائجها فانه قد يكون فيلم مناسب بدرجة اكبر للناضجين لان الانسان مثلما قد لا يكف عن التعلم في حياته فان اكثر ما يتعلم منه هو تلك الاشياء الصغيرة و المشاعر البسيطة مثل التي يحتويها الفيلم ...


ميازاكي وهو كاتب سيناريو هذا الفيلم نقلا عن القصة المصورة لصاحبها الاصلي هيراجي اوي و الفيلم نفسه من اخراج كوندو يوشيفومي و الذي توفي عام 1998 ولم يقم باخراج سوي هذا الفيلم ...





نهاية الفيلم تعرضت لنقد شديد و ذلك بسبب القرار الذي اتخذه كل من شيزوكو وسيجي و عندما سئل ميازاكي عن عدم استساغة النهاية قال انه لا يري فيها شيء من التسرع او الغرابة لانه يريد ان يوصل رسالة الي الشباب الياباني الصغير بالسن الا و هي عدم الخوف من اي تجربة بل خوضها بثقة و اصرار علي الهدف والطموح ...

0 التعليقات:

إرسال تعليق